علق الدكتور ادريس الكنبوري الباحث في الحركات الإسلامية على خطاب
الرئيس الأمريكي ترمب بعد اغتيال السليماني بكونه أشار إلى نقط أساسية: “أولا أمريكا حققت الاكتفاء الذاتي من النفط ولم تعد في حاجة إلى
الشرق الأوسط. ثانيا أدعو الناتو إلى التدخل أكثر في الشرق الأوسط. ثالثا نريد
للشعب الإيراني مستقبلا أفضل”.
“أعتقد أن إيران تدرك سلفا هذا الواقع الجديد لذلك طرحت مسألة خروج الولايات
المتحدة من المنطقة، بمعنى لديها معطيات شبه دقيقة بالتغيرات الجديدة في السياسة
الخارجية الأمريكية. كلام ترامب فيه اعتراف بأن إيران أصبحت دولة كبرى ويمكن
التعامل معها. وهذا معطى خطير بالنسبة للعرب. كيف؟”.
ويضيف الدكتور الكنبوري في تدوينة على حسابه في الفايسبوك: “أمريكا لا تثق في الأنظمة العربية إطلاقا، هي تعرف أن هذه الأنظمة ضعيفة وهشة وغير شرعية ومرفوضة ومؤقتة ويمكن أن تحصل مفاجآت في أي وقت، لذلك لا تستطيع أن تراهن عليها. مقابل ذلك النظام الإيراني قوي في الداخل وإيران بنت نموذجا سياسيا ونظاما دستوريا طيلة أربعين عاما غير قابل للطعن، وأن الصراعات التي تحصل ويعتبرها العرب انشقاقات هي في الواقع معارك سياسية داخل نفس المنظومة كما في فرنسا وأمريكا وإسرائيل، يعني هناك اقتتال لكن في ظل الإجماع على هوية الدولة وطبيعة النظام. لذلك أعتقد أن أمريكا قد ترى في إيران النظام الشرعي الوحيد في الشرق الأوسط الذي يمكن التفاهم معه. قد يتم الاتفاق سرا على احترام وجود إسرائيل مقابل فتح المجال أمام إيران لتصبح القوة الإقليمية الكبرى الوحيدة. اليوم إيران وضعت أمريكا وأوروبا أمام الأمر الواقع: لديها نفوذ في العراق وفي لبنان واليمن وسوريا، وربحت الملف السوري، يعني أحاطت نفسها بحزام شيعي قوي فصارت الحرب معها مستحيلة لأن عمقها الاستراتيجي أصبح خارج التراب الإيراني. إذا حصل هذا السيناريو فسيكون أمام بعض الأنظمة العربية مستقبل عسير، وسيصبح التقارب العربي الإيراني شعار المرحلة، لكن هذه المرة بشروط إيرانية.في جميع الأحوال، إذا خرجت أمريكا من المنطقة فستدخل الأنظمة العربية الشرق أوسطية في كنف روسيا، هي لن ترضى الدخول تحت حماية تركيا لكنها ستختار بوتين العظيم”.